طوبى للغرباء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء"
أكيد أخي ، أختي كلنا سبق وأن سمعنا هذا الحديث وأحسسنا بالغبطة من هؤلاء الغرباء وتسائلنا من هم ومن يكون هؤلاء الذين يقول في حقهم خير البرية "طوبى للغرباء".
هل تستشعرون معي معنى هذه الكلمة التي تدل على عظمة الجزاء من الله عز وجل؟؟؟
أكيد تسألون أنفسكم الان من هم الغرباء لأرى إن كنت منهم أم لا؟؟؟
الغرباء اخواني هم الذين يحاولون الحفاظ والتشبت بدينهم وإرضاء الله عز وجل والتقرب والتودد إليه بالطاعات والحسنات وكبح النفس عن الشهوات وغض البصر والتمسك بالحجاب ورفض الغش والرشوة وأكل الربى وأكل أموال اليتامى في زمن أصبح أصعب شيء فيه هو الالتزام ، هذا الزمن الذي أصبح فيه الباطل حقا واستبيح فيه أكل الربى ومال اليتيم، زمن الكليبات والقنوات الايباحية زمن الكاسيات العريات المائلات المميلات زمن ......وزمن.......وزمن......وما أكثر ما يقال عنه.
ولكن أفضل قولي أن أدعو لي ولكم بالثبات على الحق وبالنجاة من الفتن ومن الردة عن الطريق المستقيم
اللهم انا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد
اللهم انا سألك الثبات على الحجاب لكل بنات المسلمين، فلطالما أصبحن يتعرضن في الغرب للتحرشات والمضايقات بسبب حجابهن والتي ممكن بصراحة أن نتقبلها رغم اننا نستنكرها كعرب وكمسلمين بصفة عامة(ولا نفعل شيئا غير هذا (، لكن نرجع ونقول انهم في الغرب وان هؤلاء عالم غير مسلمين أصلا وعنصريين و...و...إلخ .
لكن ما يستوجب يا جمااااااااااعة إعادة حسابتنا والتوقف عنده هو ان هذا الموضوع يحصل للأسف عندنا نحن أيضا الذين نحمل اسم "مسلمين"
من الممكن ألا يصدقني أحد، ويقول:" ايه الكلام ده وايه اللي بتقولو ده؟ دي أكيد بتخرف "
ليتني كنت أخرف أو جننت حتى ، أنا موافقة لكن والله والله والله هذه الحكاية صحيحة وحصلت معي أنا شخصيا بمجرد أن حصلت على شهادتي الأولى وأحببت أن أدخل ميدان العمل، وليتني لم أفعل ،كان بنك، وكانت الفترة تصادف ضربة la cassa di spania بشهر ماي بالدار البيضاء عندنا بالمغرب.
قالولي : "إذا كنت تريدين أن تحصلي على الوظيفة اخلعي حجابك وتعالي للمقابلة ".
ولكنهم والحق يقال كانوا حريصين على مشاعري كمسلمة محجبة وقالوا لي :"يمكنك أن تلبسيه من جديد عنما تسوى وضعيتك بعد 6 أو 8 أشهر إذا أردت" -بالمناسبة العمل كان مضمونا بعد الله سبحانه وتعالى 100 بال 100 – لكن الشرط الوحيد الذي كان يحول بيني وبينه هو حجابي
هل تتخيلون الكارثة ؟ والله صعقتعندما سمعتها من السيدة الوسيطة، أحسست باني فعلا في كارثة لا أحسد عليها ، وبدأت المساءلات تدور بذهني.... من يضمن لي أني أعيشوأتمتع بهذا العمل طول هذه الفترة إلى أن أعيده من جديد وماذا سأقول لربي حينها وأنا ماثلة بين يديه ؟ خفت أن تضيع الوظيفة ولم أخف منك عند لقائك، ومن يطلب مني فعل هذا مسلمين....؟ وانا في بلدي العربي المسلم ؟؟؟
في هذه اللحظة بالذات استشعرت فعلا بكل حرف من أحرف حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء"
احتسبت الله في الوظيفة وطلبت منه أن يؤجرني في مصيبتي ويخلفني خيرا منها لأنها والله مصيبة فعلا الحالة اللتي وصل إليها حال الاسلام والمسلمين، وفعلا الحمد لله عوضني الله سبحانه وتعالى خيراً وأخذت شهادة ثانية واشتغل بها الآن. صحيح انها شركة خاصة وليست مثل البنك في الراتب ولا في المميزات لكن والله أحس أنني أنا اللتي فزت وأدعو من العلي القدير أن يثبتني إن شاء الله أنا وكل أخواتي المحجبات.
اخواني في الله آسفة على الاطالة، بالنسبة لي أنا كانت هذه هي قصتي مع هذا الحديث النبوي الشرف، وأكيد أن لكل منكم قصة مماثلة حصلت له أو لأحد معارفه جعلته غريبا مع دينه في هذا الزمان، أتمنى أن يرويها لنا لتخذها قدوة لنا ونقتدي بها في تشبتنا على محجتنا البيضاء.
قال صلى الله عليه وسلم : "يأتي على الناس زمان يكون القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر"
والله إنا لنحسبه جهاداً في سبيل الله إن شاء الله
ولكم مني جزيل الشكر
وتقبلوا تحياتي أخوكم:
زئيــــر اليرمـوك